23‏/04‏/2011
غزة - معا - دعا الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، الأمة العربية جمعاء للإهتمام بالأسرى العرب القابعين في سجون الإحتلال الإسرائيلي على الصعيد الرسمي والشعبي والإعلامي، وتسليط الضوء على قضيتهم، ومساندتهم بما يحقق الضغط المتواصل لضمان اطلاق سراحهم وعودتهم إلى بيوتهم وأوطانهم، في ظل تصاعد الإجراءات والإنتهاكات بحقهم وبحق الأسرى عموماً، وتفاقم معاناتهم جراء استمرار انقطاعهم عن ذويهم وحرمانهم من الزيارات، وتقاعس حكوماتهم في متابعة قضاياهم وضعف التحرك الدبلوماسي تجاههم، وتدني مستوى الإهتمام الشعبي والإعلامي بهم إلى أدنى درجاته.


جاءت تصريحات فروانة هذه في يوم الأسير العربي الذي يصادف في الثاني والعشرين من نيسان من كل عام، وهو اليوم الذي كان قد اعتقل فيه عميد الأسرى العرب الأسير المحرر اللبناني سمير القنطار عام 1979، قبل أن يتحرر في اطار صفقة التبادل في تموز 2008 .

واعرب عن أمله بأن يتمسك آسري شاليط بمنح صفقة التبادل التي يدور الحديث حولها بُعدها العربي، وأن تكفل اطلاق سراحهم، على اعتبار أن قضية الأسرى هي واحدة موحدة لا تقبل القسمة أو التجزأة.

واكد على أن الأسرى العرب ممن بقوا في الأسر أو ممن تحرروا، كانوا ولا يزالوا جميعاً جزءا لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، ومفخرة للأمة العربية، وأن الشعب الفلسطيني يحيي هذه المناسبة العظيمة بطرق وأشكال مختلفة وفعاليات متعددة تقديراً لهم ولمواقفهم وبطولاتهم ووفاءً لتضحياتهم ولنضالاتهم جميعاً.

وحيا فروانة نضالات وتضحيات الأسرى العرب كافة، أولئك الذين لا يزالوا في سجون الإحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم الأسير السوري صدقي المقت من هضبة الجولان السورية المحتلة والمعتقل منذ آب عام 1985، وأحد جنرالات الصبر ممن أمضوا أكثر من ربع قرن في سجون الإحتلال، وكذلك الأسرى العرب الذين تحرروا من الأسر بعد أن أمضوا سنوات عديدة في سجون الإحتلال.

وأشار فروانة أنه يوجد في سجون الاحتلال الإسرائيلي 43 أسيراً عربياً من جنسيات عربية مختلفة من الأردن وسوريا ومصر وأسير واحد من السعودية، وأعلن مؤخرا عن اعتقال استرالي من أصل سعودي، وعشرات آخرين من السودان ومصر تجاوزوا الحدود لأسباب مختلفة، فيما أغلق ملف الأسرى اللبنانيين بعد صفقة التبادل منتصف تموز عام 2008 ، فيما يُعتبر المئات من الأشقاء العرب في عداد المفقودين، ولا يُعرف ان كانوا قد اعتقلوا وزج بهم في السجن الإسرائيلي السري 1391 وترفض اسرائيل الإقرار بوجودهم لديها أم أنهم قتلوا ودفنت جثامينهم في مقابر الأرقام، أم قتلوا وسرقت أعضائهم وتناثرت بقايا جثامينهم هنا وهناك.

كما اشار إلى أن إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين أسير فلسطيني وآخر عربي، وأن الأشقاء العرب تعرضوا ولا يزالوا لما يتعرض له باقي الأسرى من انتهاكات وجرائم واجراءات قهرية ومعاملة لا إنسانية، ولكن وبالرغم من القهر وقسوة السجان أصروا على أن يكونوا دائما في قلب المعركة وجزء أصيل في مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الأسير الفلسطيني والعربي خلف القضبان وشاركوا بفاعلية في كافة الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة ضد إدارة السجون لإنتزاع حقوقهم، وقدموا تضحيات جسام وأن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ من الشهداء الأسرى العرب أمثال حسن سواركة من العريش وعمر شلبي من سوريا وهايل أبو زيد من الجولان، وصلاح عباس من العراق، وغيرهم الكثيرين، الذين امتزجت دمائهم بدماء أبو الفحم ومراغة والقاسم.

فيما لازال بعض المحررين منهم يعالجون في المستشفيات متأثرين من أمراض خطيرة ورثوها عن السجون وتوابعها والتعذيب والإهمال الطبي أمثال الأسير العراقي علي البياتي الذي يعالج في مشافي غزة والأردن والأسير سيطان الولي الذي أفرج عنه في الثامن من شهر تموز / يوليو الماضي نظراً لوضعه الصحي الخطير .

ونوه إلى أن سلطات الاحتلال لم تكن تسمح لذوي الأسرى العرب بزيارتهم والالتقاء بهم إلا ما ندر ، وعلى ضوء ذلك انتشرت ظاهرة التبني ، حيث تقوم أمهات الأسرى الفلسطينيين ، بتبني أسرى عرب ، والتعامل معهم كما يتعاملن بالضبط مع أبنائهن الأسرى ، فيما سلطات الاحتلال بدأت تضع العراقيل أمام استمرار هذه الظاهرة مما أدى إلى تراجعها ومن ثم منعها من قبل إدارة السجون .





وقال فروانة:" أن بعض الأسرى العرب استخدموا كرهائن وأوراق مساومة ، وفي أحياناً كثيرة رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراح بعضهم بعد انقضاء مدة حكمهم واستمرت باحتجازهم كورقة ضغط على الفصائل التي ينتمون لها ، أو محاولة لفتح خط اتصال وإقامة علاقات مع حكوماتهم ، حتى وان لم تكن بشكل رسمي".

وتابع : ان أكثر ما يعانيه الأسرى العرب هو تقاعس حكوماتهم وضعف المساندة الشعبية لهم وغياب قضيتهم عن وسائل الإعلام .

يذكر بأن المئات من الأسرى العرب كانوا قد تحرروا في اطار صفقات التبادل وعادوا إلى أوطانهم وذويهم وأحبتهم ، فيما العشرات منهم تحرروا ضمن العملية السلمية وبموجب اتفاقية شرم الشيخ عام 1999 وأن جزء كبير من هؤلاء لا يزالوا محاصرين في قطاع غزة ولم يُسمح لهم بالعودة لأوطانهم الأصلية .

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))