ثرثرة قـلـم

13‏/03‏/2011

ثرثرة قـلـم

 

عذرا،
فقلمي الأحمر لم يستطع أن يخط كلمة منذ فترة، يشعر برغبة كبيرة في الكتابة، لكن بمجرد أن يلامس حبره بياض الورقة، حتى يحس بالتعب والملل والارهاق..

ينظر حوله، الكل يتحدث لغة واحدة: الثورة. فمنذ أن بدأ العالم العربي يشم ياسمين تونس، حتى صارت الثورة على لسان كل من ينطق الضاد. وبدأت قلوب الناس تشتاق لفل مصر، يتحدثون عن المصريين، عن سخريتهم وصمودهم، عن نضالهم ومساندتهم، وعن رئيسهم والواقف بجانب نائبه. توقفت الساعة هناك، كما هنا ليلة سقوط الفرعون الأخير.. وبعده اتجهت الأنظار لورود أخرى اشتاق الجميع لشم عبيرها، بعد أن تسقط مستقبلا أنظمتها الظالمة: بوتفليقة وجنرالاته، ابن الأسد عدو الفايسبوك، أمير اليمن وحاكم البحرين والقذافي مع تدخلاته المتهورة دوما.

يريدونها أيضا ثورة في بلدي، وقلمي يتأمل في صمت..يعلم بأن ما نحتاجه هو ثورة في العقليات، تستطيع تغيير واقعنا للأفضل فقط إن غيرنا من أنفسنا... ورغم كل شيء، قلمي لا يريد أن يطيعني فيكتب!!!
حدثته أيضا عن ثورة بيضاء أعيشها في مدرستي، عن اضرابات وطلبة وأطفال واعتصام وخطب عصماء. طلبوا منه المساعدة فرفض، يريد أن يفصل بين تدويناته وحياته.. هذا هو قلمي العجيب.
. من يريد التغيير عليه أن يستحقه، هذا ما يفكر فيه قلمي.

ولما قرر الكتابة، قلمي خط كلمات عن الحب. في نظره، مشاكل البشرية كلها مرتبطة بالحب: لا نعرف كيف نحب، ولا من نحب، ولا كيف نعبر عن الحب، ولا كيف نحافظ على من نحب.. هوالذي لا يقتلنا، لكنه يجعلنا معلقين بين الحياة والموت، حين نحب المال، ونحب الحياة، ونحب الناس، ونحب السلطة، ونحب الشهرة، ونحب الثورة...

الثورة،
هي فقط ما يحتاجه قلمي حتى يعود لرشده، هي فقط ما أحتاجه أنا حتى .......

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))