في مجتمعاتنا أزمة ثقافة!

14‏/05‏/2011




 كان للكتاب العربي والثقافة الأدبية لأزمنة عديدة وأعوام مديدة مكانة عالية تلوح في سماء الثقافة العربية قبل أن يقتحم أبوابها عنوة أجهزة البث الفضائي وشبكات الإنترنت التي فرضت علينا وألزمتنا قيمًا وأساليب جديدة لحياة مختلفة عما عاشها أجدادنا وآباؤنا من قبل . والمتمعن في واقع الأفق الثقافي المعاصر سيلمس تقصيرًا واضحًا وعزوفًا مشينًا عن القراءة، الأمر الذي يثير شعورنا بالقلق على مستقبل العقول العربية من الأجيال الناشئة التي غالبًا ما تكون إن قرأت لا تقرأ إلا كتابًا واحدًا أو أقل في كل عام. فالعزوف عن القراءة بات أمرًا واضحًا في صفوف العديد من أبناء الوطن العربي إلا من رحم ربي وهو ما ينذر بكارثة وأزمة حقيقية تلقي بحبالها لتخنق عنق الثقافة العربية لا لتعدمها فقط بل ولتلقي بها بعيدًا عن مجتمعاتنا العربية والأدهى من ذلك والأمر أن تستبدلها بثقافة يقررها لنا الآخرون من أبناء الغرب. التلفاز بكل قنواته الفضائية وشبكة الإنترنت العالمية لم تكن السبب الوحيد في القضاء على القراء والمثقفين فغلاء أسعار الكتب صرف الكثيرين عن اقتناء المراجع والكتب الثقافية والعلمية والاجتماعية وغيرها. وهنا يأتي دور وزارة الثقافة في كل بلد أن تولي اهتمامًا أكبر بالكتاب العربي، ويجب أن تشجع على ضرورة النهل من ينابيع الثقافة العربية بدعمها للكاتب، وتوفير النسخ المتنوعة من الكتب العربية وتنظيمها للمعارض السنوية والدورية للكتب وعمل المسابقات المستمرة لتشجع على القراءة حتى تكون المجتمعات أكثر ثقافة ووعيًا بأمور واقعنا المعاصر. كذلك تقع على عاتق المؤسسات التعليمة مسئولية كبرى ليس فقط بالعمل على توفير وإغداق مكتباتها بأمهات الكتب والمؤلفات في المجالات شتى، بل عليها أيضًا أن تنشئ جيلاً يهتم بالقراءة ويشجع غيره عليها حتى لا تضيع الثقافة في غياهب الجب، وتغرق المجتمعات العربية في ظلام الجهل.

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))