أهداف خفية وراء اختراق "الهاكرز" للاتصالات

02‏/11‏/2011

تعرّضت شبكة الاتصالات الفلسطينية، أمس الثلاثاء 1/11، لهجوم من "قراصنة الانترنت" من أكثر من (20 بلداً)، ما أدّى إلى انقطاع خدمة الانترنت لساعات عن السكان، وذلك بعد يوم واحد من قبول فلسطيني بعضوية كاملة في منظمة الثقافة والعلوم "اليونسكو".

وأعلن وزير الاتصالات بحكومة فياض "مشهور أبو دقة" أن هجومًا قويًا من قراصنة من أكثر من (20 دولة) مختلفة في العالم ُشنّ على شبكة الاتصالات الفلسطينية، وأن هذا الهجوم أدّى إلى انقطاع خدمة الانترنت المقدمة للسكان.

وتحدث خبير في المجال الإلكتروني لموقع المجد الأمني عن وجود أسباب وأهداف خفية تقف وراء هذا الاختراق، وأن أسبابه تتخطى ما تمّ الحديث عنه في الإعلام.

وقال الخبير في شؤون الاختراق والهاكرز إنه: "بإمكان منظمة مركزية واحدة تنفيذ أمر الاختراق مقابل المال، وهناك العديد من المنظمات الإلكترونية الإجرامية التي تملك الإمكانيات لشن هكذا هجمات"، معتقدًا أن الجهة المدبّرة تتمثل في منظمة تطوعية صهيونية من الأحزاب اليمينية المتطرفة".

وأوضح أن هذه الأعمال يمكن تنفيذها ضمن إطار عالم الإجرام لإلكتروني والمافيا الإلكترونية، "وهو ما تُنّفذه منظمات إلكترونية تقوم طوال الوقت وعلى مدار السنة بتوزيع البرمجيات المقرصنة والمرفقة ببرامج اختراق تجعل مستخدمي تلك البرامج ضحايا لهذه المنظمات وتحول أجهزتهم إلى منصات هجوم لمن يدفع للمنظمة".

وذكر أن تلك المنظمات تستطيع إرسال أوامر لجميع الأجهزة التي اخترقتها، بالهجوم نحو هدف واحد بغية إسقاطه بدون علم أو شعور المستخدمين، كما أن هذه الأجهزة وكل ما تحويه من بيانات تصبح تحت سلطة المنظمة التي تستطيع استخدام محتويات الأجهزة للتربح وبيع البيانات لمن يهتم، وذلك بحسب أهمية معلومات الضحايا.
غطاء لمناورة


وتوقّع أن يكون الهدف من ذلك هو إعطاء غطاء لمناورة أو هجمات قدّ تستهدف دول مجاورة، مشيرًا إلى أنها لم تُعبّر عن موقف حكومي صهيوني رسمي، وإنما أعمال شخصية منظمة، كما أن أسباب الاختراق تمثلت في تعطيل الخدمة وإيقافها.

وبينّ أن أمر الهجوم نُفذّ بساعة محددة، وأن فكرته تُسمى تقنيًا DDOSA، وهي اختصار إلى ((Distributed Denial of Service Attack، وهو ما يُطلق عليه "هجوم حجب الخدمة الموزّعة".

وبحسب الخبير فإن هذا الهجوم يهدف في بعض الحالات إلى استغلال ثغرات أمنية في الأنظمة والتحكم فيها عن بُعد لأشخاص غير مُصرح لهم باستخدامها، ولكنه في الغالب يهدف لحجب الخدمة عن طريق إغراقها بسيل من طلبات التواصل، مما يؤدي لشل الأجهزة بعد عجزها عن الاستجابة لكل الطلبات التي تتلقاها من المهاجمين.

ولفت إلى أنه إذا جاء مليون طلب عشوائي بالاختراق، يصبح هناك تزاحم في الذاكرة ما يؤدّي إلى فقدان البيانات، إضافة إلى أن البيانات تُصبح غير فعالة وتواجه مشاكل يصعب حلها.

بدوره، وصف أبو دقة هذا العمل بـ "التخريبي المتعمد"، معتقدًا أن تكون الجهات والمؤسسات التي تقف خلف الهجوم مؤيدة (لإسرائيل)، على خلفية النجاح الفلسطيني الذي جرى تحقيقه في اليونسكو.

ووفق ما ذكرته الشركة فإنه كان هناك أكثر من مليون محاولة اختراق تصل شبكة الانترنت الفلسطيني في الثانية الواحدة، وأن أخصائيها في هذا المجال يحاولون الحفاظ على الشبكة خشية الانهيار.

وبحسب المعلومات، فقد ركّز "هاكرز" من أكثر من عشرين دولة على استهداف شبكة الاتصالات الفلسطينية بهدف تدميرها، ما أدى إلى قيام الخبراء الذين عملوا على وقف الهجوم على قطع الخطوط الدولية في محاولة لمنع انهيار الشبكة.
معركة قائمة


واستعان خبراء الشركة الفلسطينية ووزارة الاتصالات بآخرين عرب للتصدي لهجمات "الهاكرز"، ولا تزال المعركة قائمة بين الخبراء الفلسطينيين ومجموعات "الهاكرز" لمنع أيّ محاولة اختراق.

واستهدفت المجموعات المهاجمة الـ "IP Address" الفلسطينية بشكل تسبب في عدم تمكّن المواطنين من متابعة المواقع العالمية، في حين أن المواقع المستضافة محليًا لم تتأثر بهذا الهجوم.

وجاء هجوم 'الهاكرز' هذا بعد يوم واحد من قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في منظمة "اليونيسكو" رغم معارضة الولايات المتحدة و(إسرائيل).

وعبّر مشتركون في الخدمة عن خشيتهم من أن يكون "هاكرز" صهاينة وراء هذا الهجوم رداً على قبول العضوية.

يذكر أنه وفي أوقات سابقة تعرضت شبكة الاتصالات الفلسطينية لعطل كبير شلّ عمل الشبكة بشكل كامل، إذ تعذّر وقتها إجراء أيّ عملية اتصال ثابتة أو خلوية، وكذلك تعذّر الوصول للإنترنت بسبب قطع كابل لاتصالات القادم من (إسرائيل) إلى قطاع غزة. 

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))