وعد بلفور المشئوم.."من لا يملك لمن لا يستحق"

02‏/11‏/2011

تصادف اليوم الأربعاء 2/11، الثاني من نوفمبر 2011م الذكرى الرابعة والتسعون لوعد "بلفور" المشئوم الذي منحت بموجبه بريطانيا الحقّ لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

ففي الثاني من نوفمبر من عام 1917م، وجه وزير خارجية بريطانيا "أرثر جيمس بلفور" إلى "اللورد روتشيلد" -أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة- رسالة يمنح فيها اليهود حقّ إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

وتعتبر هذه الرسالة أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، فبموجبه قطعت الحكومة البريطانية تعهّداً بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

ويؤكّد خبراء القانون بطلان "وعد بلفور" من الناحية القانونية كون وجود بريطانيا أثناء إعطاء الكيان الصهيوني العهد وجود غير شرعي لأنها دولة احتلال، ومن المعلوم قانوناً أن الاحتلال لا يفيد بالملكية، لذلك فبريطانيا كانت لا تملك أرض فلسطين كي تعطيها لليهود، لذلك سمي الوعد بـ "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".

وعلى هذا الأساس فإن كل ما نتج عن الوعد باطل، أيّ أن قيام دولة (إسرائيل) على أرض فلسطين باطل، ويجب أن يزال طبقا للقاعدة القانونية التي تنص على أن ما بني على باطل فهو باطل, وأيّ مبادرات للسلام أو الاستسلام دولية كانت أو عربية فإنها تصب في هذا البطلان ولا أساس لشرعيتها.

وتعود أسباب إعطاء بريطانيا هذا الوعد لليهود في العالم إلى القيمة الإستراتيجية لفلسطين باعتبارها بوابه العبور إلى أسيا، إضافة إلى محاولة بريطانيا كسب تأييد الطوائف اليهودية في العالم لها في أثناء الحرب العالمية الأولى، والتخلص من موجات الهجرة اليهودية داخل أوروبا وتوجيهها إلى فلسطين.

ويعتبر البعض الوعد مكافئة لليهودي "حاييم وايزمن" الذي اكتشف مادة الأسيتون، وصنع المواد المتفجرة التي ساعدت بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.
حماس تحمل بريطانيا المعاناة

من جهتها، أكّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ذكرى "وعد بلفور" تمسّكها بالحوار الوطني الفلسطيني الشامل سبيلاً لحماية حقوقنا وصيانة وحدتنا الداخلية، ولتنفيذ المصالحة الوطنية، ولبناء إستراتيجية فلسطينية موحدة ومتوافق عليها، على أساس التمسك بالمقاومة والحقوق حتى نيل الحرية والاستقلال.

وقالت حماس في بيان صحافي الأربعاء(2/11) في الذكرى الرابعة والتسعين لصدور "وعد بلفور" المشؤوم:" إن وعد بلفور المشؤوم، وعدٌ جائر باطل، وعد من لا يملك لمن لا يستحق؛ فبريطانيا والدول الاستعمارية المساندة للاحتلال الصهيوني تتحمل المسؤولية التاريخية عما جرى ويجري لشعبنا الفلسطيني من جرائم وسياسات صهيونية عنصرية"، مطالبةً هذه الدول بالتوقف عن مواصلة هذا الدعم والانحياز السافر للاحتلال الصهيوني.

وشدّدت "حماس" أن نجاح المقاومة الفلسطينية في أسر الجندي الصهيوني والإفراج عن أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال يعدّ انتصاراً لنهج المقاومة الذي نتمسك به سبيلاً لتحرير المزيد من الأسرى، وتحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة.

ولا زال الفلسطينيون يعانون الأمرين منذ أن وطأت أقدام اليهود أرض فلسطين، فنكبة شردتهم من ديارهم عام 1948، ونكسة دمّرت بيوتهم عام 1967، وانتهاكات وقتل وتدمير مستمر حتى هذه اللحظة.

نص وعد بلفور

وزارة الخارجية
2من نوفمبر 1917م
عزيزي اللورد 'روتشلد'

يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:

'إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى'.

وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.
المخلص..آرثر بلفور

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))