مرسي ركب الكرسي !

01‏/07‏/2012

 
أتى إلى ميدان التحرير دون أن يرتدي سترة واقية من الرصاص؛ لأنه يعلم أنه لم يُفرَض بالحديد والنار على شعبه، ولم يعذب المواطنين في السجون ببشاعة، بل جاء بإرادة شعبية حرة، وقبل أن يعتلي المنصة ردد الثائرون في ميدان التحرير: «مرسي هو رئيس الجمهورية»، ولعل هذا ما جعل د. محمد مرسي يؤدي اليمين الدستورية في ميدان التحرير، متكئاً على أن دستور مصر الجديد غير المكتوب صُنِع فيهِ، وبعد ذلك أدى اليمين في المحكمة الدستورية العليا؛ في ظل غياب مجلس الشعب، والملفت للانتباه أن مرسي -وهو أول رئيس منتخب عبر تاريخ مصر- أكد على ضرورة عودة الجيش لمهمته الرئيسية، وعودة المؤسسات المنتخبة لتقوم بنشاطها، وهكذا أسدل ستار الفصل الأول لثورة مصر «25 يناير» بنجاح، وما زال من الباكر أو من غير المجدي الحكم عليها، أو تقييمها بصورة نهائية.


وللتاريخ، في يوم الجمعة الموافق 11/2/2011 أصدر الديوان الأميري بياناً يرحب فيه بانتقال السلطة التنفيذية في مصر إلى المجلس العسكري مؤقتاً، والمميز في البيان أنه ابتدأ بآيات من القرآن الكريم: «وَلوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَويٌ عَزِيزٌ».
لقد كان موقف دولة قطر هذا أول موقف عربي مُعلن وصريح تجاه ثورة مصر، كما جاء في البيان: «دولة قطر تتطلع لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي، ودعم ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية»، وكما ترون لقد كان هناك استشراف للمستقبل في هذا البيان، سيما وأن مصر كانت تقوم بدور كبير في الوطن العربي والإسلامي العظيم، ولكن هذا الدور تراجع حتى صارت تابعة في حقبة المخلوع حسني مبارك، بل إن النظام السابق للمخلوع كان يحاصر شعب فلسطين في غزة، ويعمل من غير كلل أو ملل لإفشال أي مؤتمر عربي لمناصرة غزة -رمز العزة- بشكل فج، وسلوا أبو الغيط إن لم تكونوا تذكرون.
وفي قراءة سريعة للكلمات التي ألقاها أول رئيس مصري «مُنتخب بنزاهة» يتضح لنا أننا أمام مصر جديدة، مصر مختلفة وغير تابعة، مصر لا تصدّر الثورة، ولكنها لا تقبل أن يتدخل أحد في شأنها أو «يتطاول» عليها أو على رئيسها كائناً من كان، ومن غير الحكمة أن يبادر أحدهم ويعادي جمهورية مصر العربية، ثم يتباكى بعد فوات الأوان، ولم يكن التلميح «عبر الدُمى» بالعقوبات الاقتصادية على مصر، لمعاقبة فقرائها وشعبها على اختيار د. محمد مرسي رئيساً بدلاً من «شفيق»، المرشح الذي يعتبره مصريون -من فلول المخلوع مبارك- خياراً حكيماً. المصريون سياسيون مخضرمون ولا تنطلي عليهم ألاعيب «العرائس».
إن الحكمة، بل كل الحكمة أن يتخندق الخليج العربي مع شعب مصر وخياراته، بدلاً من محاولة محاصرة مصر اقتصادياً، ثم يأتينا تحذير من أن يكون هناك تواجد فارسي صفوي يكرّه العرب فيها.
أخيراً وليس آخراً د. محمد مرسي رئيس مصر الآن، ولهذا يرفض معارضوه قبل مؤيديه أن تُهان مصر أو رئيسها، وأرجو الله صادقاً أن يفهم الجميع ذلك، وحفظ الله الخليج العربي ومصر والأمة العربية والإسلامية من كل شر، وهدى المنتكسين الذين يحاولون «السبر» في «المسابير» بعيداً عن دين الأمة وثقافتها .

تعليقان على مرسي ركب الكرسي !

نور علي يقول... @ 2 يوليو 2012 في 11:23 ص

الحمدلله الذي أظهر الحق وأبطل الباطل
والذي قيّض لأمته الرجل الذي يستحق
أعانه الله على مهمته وثبته

طابت اوقاتك
ودادي

Unknown يقول... @ 4 يوليو 2012 في 12:24 م

ونعم بالله .. اتمنى من الله أن يجعل هذا كلهمي مصلحة أخواننا في مصر الشقيقة .. و أيضا في مصلختنا نحن أيضا .

شكرا لك .. ولمرورك العطر :)

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))