في حضرة الغياب .. محمود درويش
* وتسأل : ما معنى كلمة " لاجئ " / سيقولون : هو من اقتُلِعَ من أرض الوطن . / وتسأل : ما معنى كلمة " وطن " ؟ / سيقولون : هو البيت ، وشجرة التوت ، وقنُّ الدجاج ، وقفير النحل ، ورائحة الخبز ، والسماء الأولى . / وتسأل : هل تتَّسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات ... وتضيق بنا ؟
* وستروي إلى لا أَحد واضحِ الملامح : لم يكن لنا من عَدُوٍّ ، وقتئذٍ ، إلّا الضوء والصوت . ولم يكن لنا ، ليلتئذٍ ، من حليفٍ سوى الحظّ ، ينهرك صوت الخوف الخفيض : لا تسعل أيّها الولد ، ففي السعال دليل الموت إلى مقصده . ولا تشعل عود الثقاب ، أيّها الأب ، فإنَّ في بصيص نارك الصغيرة إغواءً لنار البنادق .
* وستروي إلى لا أَحد واضحِ الملامح : لم يكن لنا من عَدُوٍّ ، وقتئذٍ ، إلّا الضوء والصوت . ولم يكن لنا ، ليلتئذٍ ، من حليفٍ سوى الحظّ ، ينهرك صوت الخوف الخفيض : لا تسعل أيّها الولد ، ففي السعال دليل الموت إلى مقصده . ولا تشعل عود الثقاب ، أيّها الأب ، فإنَّ في بصيص نارك الصغيرة إغواءً لنار البنادق .
* بساعة نحس واحدة دخل التاريخ كلصّ جَسور من باب ، وخرج الحاضر من شبّاك . وبمذبحة أو اثنتين انتقل اسم البلاد ، بلادنا ، إلى اسم آخر . وصار الواقع فكرة وانتقل التاريخ إلى ذاكرة . الأسطورة تغزو ، والغزو يعزو كلّ شيء إلى مشيئة الرب الذي وعد ولم يخلف الميعاد . كتبوا روايتهم : عدنا . وكتبوا روايتنا : عادوا إلى الصحراء . وحاكمونا : لماذا وُلدتم هنا ؟ فقلنا : لماذا وُلد آدم في الجنة ؟
* وقُلْتَ لي : لم أختلف مع امرأة إلَّا على تعريف الحبّ . / وقُلْتَ لي : ما يُعَرَّف يُعْرَف ، وما يُعْرَفُ يُمْتَلَك ، وما يُمْتَلَك يُنْتَهَك ويُسْتَهْلَك ويَهْلَك .
* من وُلِدَ في بلدٍ لا يوجد .. لا يوجد هو ايضاً / الموت لا يوجعُ الموتى ، بل يوجع الأحياء / لو لم تكن الأرض كرويّة لواصلتُ السير / أحبُّ الشيء وأَنقلب عليه لئلا يستعبدني / الرثاء مديحٌ تأخر عن موعده حياةً كاملة .
* وقُلْتَ لي : لم أختلف مع امرأة إلَّا على تعريف الحبّ . / وقُلْتَ لي : ما يُعَرَّف يُعْرَف ، وما يُعْرَفُ يُمْتَلَك ، وما يُمْتَلَك يُنْتَهَك ويُسْتَهْلَك ويَهْلَك .
* لماذا لم نأخذ الحياة على محمل الجد ؟ لماذا أَسرعنا إلى هذا الحد ، ما دامت النهاية هي الواضحة والبداية هي الغامضة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))