نكون أو لا نــكون .. !! ( من كتاباتي )
27/03/2011
تساقطت أوراق ربيعنا ، علت صيحات الغضـب ، تكـسر موطـن آبائي ، و لكـن كالعـادة ، صراخ و عويل دون فائدة ، كالذي ينفخ في قربة مثقوبة ، هذه هي الأحداث شبه اليوميـــة التـي تحدث في المدينة التي فتحها عمر قبل ثلاثة عشر قرناً و تركناها تسيـــل من بين أيديــــنا ، كمـا يسيل الماء داخل الساعة المائية .
قد تتساءل لماذا هذا السكوت العربي ، قد تظن أنه إجماع شامل ضد شعب ذنبه أنه لا يريد أن يبيع الوطن ، و لكن للأسف ، إنها تفاحة بني صهيون التي وضعوها داخــل أفواهنا ، فمنعتنا حتى من التنفس ، و تركتنا نشاهد شباب فلسطين يتحنون بدمائهم ، و نساؤها يتكحلن بالأســى ، و نحن فقط نتابع ، نشاهد ، و نسكت .
الأحزان تروي الأحزان ، ترويها بدمعة كان يا ما كان ، كان هناك قائد كـردي آمــر نـــاهٍ فـي مدينة مسرى العدنـان ، آه يـا صـلاح الديـن ، ألـن تعود فحطين تبكيـك يـا حبيبي ، و مــآذن الأقصى تناديك ، تعال ، هلم لنجدتي ، مـا الذي يعيقك ، أم انــك رأيت حالنــا فأحجمــت عـــــن القدوم ، شبـابٌ همه الأول و الأوحد هـو الغرب ، لـم يقتنعوا أنـه يكفينا الاستعمـار المدني ، بـل يريدونهم أن يستعمروننا فكـرياً أيضـاً ، و بإرادتنا ، تعشش غربــان الغــرب علـى رؤوسنا ، لا نـكـلف أنفسنا مجــرد طـردها ، نتركها تـأكـل مـن أدمغتنا ، و نحن سكـارى بالطـرب و الفــن ، " يا حيفي عليكم يا حيف " .
أصبحنا ، أو بالأصح كنـا و مـا زلنا ، خـرافاً يسوقهـا العم سام كـما يـريد ، " أسكتوا و لا تفتحوا أفواهكم " ، " أنتم إرهابيون " ، و لكـن مــا أخشاه حـقاً أن تكـون أوامــر أمـــريكا التالية صعبة ، أن يطلبوا ورقة مختومة من الكونجرس ليسمحوا لنا بدخول الأقصى ، أو أن يحققوا مع كـل خـروف أتـى ليـذبـح أضحية ، و نقـف نهتف ضــد صاحب القبة الحمــراء و الــزرقـاء ، و المحصلة ..... حلـوق اعتلاها الغبار ، و نبتت عليها أشجار الصبار .
لا يسعنـي إلا أن أقـول ، حسبـي ربي علـى الجالسين يشاهـدون البث الحـي لشعب يموت ، شعبٌ يحسب أيامه على أصابعه ، شعب لا تجرأ الابتسامة على زيارة وجهه ، و لو حتى كعابر سبيل ، حسبي ربي على الذين يحاسبوننا بظلمٍ ، كأنهم نسوا حسابهم بالقيامة ، عندما تكون كــل الطرق تؤدي إلى الجنة ، أو النار .
لا يسعني إلا أن أقول ، شعب الفـدى لا يموت ، فجذوره أعمق مـن أن يقتلع ، شعب يظل على العهد ، و يعلي رايات المجد ، حتى يتحقق الوعد ، و تعلى أصـوات المئاذن ، تهتف بنصر الله ، و يعود قدس الأقداس ، و يصبح لأمتي نبراس .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
المشاركات
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))