وَ تَنهّدتَ ذآكرتي ..
إني
اُشفِق على ذآكرتي رَغمَ حَالة الهَيجان التي تَمُر بهَا ، رَغمَ الذكرَيَات التي
تُصارِع بعضَها ، وَ تملّ وَ تَهتاج كَأسمَاك خارِجَة لتوّها من المَاء .. فَتَصرُخ
ذآكرَتي وَ تَبُوح بمَا في دَاخِلهَا بصوتٍ مدوٍ كَصَوت صَاعِقَة فَتاكة ، وَ تَقول
..
لقَد سَئمتُ
مُراكَمة الساعات الخاوِية ، وَ الأيَام التي تَختلط بالليالي ، سَئمتُ وجوه الكَالحين
.. بَاعَة الحقَارة .. السَاذِجين .. سَئمتُ الأحَلام التي تَلعَب برَأسي وَ تَنهَشني
وَ تَدفَعني للتآكل وَالتفُتت .. وَأنا أغرقَ و أفنى .. سَئمتُ القُول الفُج .. سَئمتُ
ثَرثَرة الدجّالين ، سَئمتُ الحروف المتَبعثرة في أفواه المُثقفين ..
سَئمتُ هَلوسات
الضَمير الحيّ المُتبعثر على عَبق رُوح هَزيلة تُحاول البَقاء ، سَئمتُ تلكَ التخَيُلات
المَمشُوقة على سطح ذآكرتي ، سَئمتُ تلكَ الروح العَاجزة عن التفَكير ، سَئمتُ مُلاحقة
الأوهَام المُتسَلطة التي تُحاول بقَسوتَها وَ عِنادَها إخضَاعِي للرَحيل ، سَئمتُ
لَحظَات الانتظَار وَالترقُب ، سَئمتُ تلكَ الأصوَات التي تُراوِدني ، وَ تَنخَرُ
في مُخَيلتي كَنَخرِ الحَشَرات في جِذوع الأشجَار العَتيقة ، سَئمتُ ذلك الشُعور
الذي يُوصلُني إلى حالة اللآوعي ، سَئمتُ تلكَ الذآكرة التي تَأبَى بالتَعرُف وَالرجَوع
إليّ .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))