وَ تَنهّدتَ ذآكرتي ..

02‏/09‏/2013

إني اُشفِق على ذآكرتي رَغمَ حَالة الهَيجان التي تَمُر بهَا ، رَغمَ الذكرَيَات التي تُصارِع بعضَها ، وَ تملّ وَ تَهتاج كَأسمَاك خارِجَة لتوّها من المَاء .. فَتَصرُخ ذآكرَتي وَ تَبُوح بمَا في دَاخِلهَا بصوتٍ مدوٍ كَصَوت صَاعِقَة فَتاكة ، وَ تَقول ..
لقَد سَئمتُ مُراكَمة الساعات الخاوِية ، وَ الأيَام التي تَختلط بالليالي ، سَئمتُ وجوه الكَالحين .. بَاعَة الحقَارة .. السَاذِجين .. سَئمتُ الأحَلام التي تَلعَب برَأسي وَ تَنهَشني وَ تَدفَعني للتآكل وَالتفُتت .. وَأنا أغرقَ و أفنى .. سَئمتُ القُول الفُج .. سَئمتُ ثَرثَرة الدجّالين ، سَئمتُ الحروف المتَبعثرة في أفواه المُثقفين ..
سَئمتُ هَلوسات الضَمير الحيّ المُتبعثر على عَبق رُوح هَزيلة تُحاول البَقاء ، سَئمتُ تلكَ التخَيُلات المَمشُوقة على سطح ذآكرتي ، سَئمتُ تلكَ الروح العَاجزة عن التفَكير ، سَئمتُ مُلاحقة الأوهَام المُتسَلطة التي تُحاول بقَسوتَها وَ عِنادَها إخضَاعِي للرَحيل ، سَئمتُ لَحظَات الانتظَار وَالترقُب ، سَئمتُ تلكَ الأصوَات التي تُراوِدني ، وَ تَنخَرُ في مُخَيلتي كَنَخرِ الحَشَرات في جِذوع الأشجَار العَتيقة ، سَئمتُ ذلك الشُعور الذي يُوصلُني إلى حالة اللآوعي ، سَئمتُ تلكَ الذآكرة التي تَأبَى بالتَعرُف وَالرجَوع إليّ .

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))