حوار في الباص من نوع خاص

13‏/10‏/2015

و أنا في الطريق من رام الله إلى مخيم قلنديا، بينما كنا جالسين في الباص كان معنا طفل جالساً مع في المقعد المجاور لي، لعله كان في الخامسة عشر من عمره، كان يرتدي الكوفية الفلسطينة، و جرى حوار بيننا و نحن في الباص عن الأوضاع الساخنة التي تشهدها الضفة الغربية حالياً، فاستحوذ هذا الطفل على الحوار، و قال " بدي أروح أتعشى غاز " فتعجب ركاب الباص من كلامه بصراحة لم أفهم ما الذي كان يقصده من كلامه، ثم بعد ذلك قال " بدي أروح أطبش ع الجيش حجار عند حاجز قلنديا و أشم ريحة الغاز و أتعشى عليه " عندها فهمت ما الذي كان يقصده، فسألته أﻻ تخف من أن تصيبك إحدى الرصاصات الطائشة من جيش الاحتلال، فنظر إلي نظرة تعجب ! ثم قال " ابن عمي تصاوب اليوم و مش خايف منهم، بدي آخذ بثأره ".
إن أطفال فلسطين خاصة يولدون على حب الوطن، عندما تنظر إليهم ترى في وجوههم حجم الوجع، و ترى أيضاً صورة فلسطين الكاملة، مختلفون عن باقي أطفال العالم، لتتعرف عليهم أكثر أنظر إلى ألعابهم ستراهم يلعبون بالأسلحة البلاستيكية يلبسون اللثام و يمارسون طقوس الحرب، أو حتى أعطهم قلم و ورقة و قل لهم ارسموا ما يدور في مخيلتكم، تراهم يرسمون قنبلة و بندقية و دبابات و طائرات حربية، عجباً لهذا الجيل، مفطوم على جينات الثورة، من مثل هؤﻻء سيكون جيل التحرير.

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))