كأُمي لن أجد !
24/03/2016
#بوح
و في ذكرى رحيلك يا أماه، أصبح فؤاد ابنك فارغاً، كهذا اليوم بالظبط قبل أربعة سنوات انغلق لي فيه باب من أبواب الجنة، 24/3 لعام 2012 .. عن آخر ليلة ﻷمي مكثت بها في ذلك المستشفى اللعين " الشفاء " ﻻزالت أذكر تماماً ما كان يتمتم به الطبيب الذي يشرف على عﻻج أمي، أن بقاء دقات قلبها تنبض مسألة وقت ﻻ أكثر، صراحةً لم أكن كبيراً بما فيه الكفاية ﻷتلق مثل فاجعة هذا الخبر، شعرت برهبة شديدة شدت قلبي و انجرفت به حد السقوط للهاوية، أتعرفون الدعاء الذي نقول به " اللهم ﻻ تحملنا ما ﻻ طاقة لنا به " وقتها شعرت بأن قلبي تحمل أكبر من طاقته، ﻻ ندري أحياناً نحمل أشياء أكبر من حجمنا و عمرنا بكثير لدرجة أنها تقتلنا من الداخل و تدمينا بعمق. حقيقةً إن ما أدمى قلبي فعلياً أني لم أكن موجوداً بجانبها وقت ما لفظت الشهيق الأخير الذي أخذ كل شئ، كل شئ، حتى ابتسامتها البسيطة خطفها التي كانت عندي خير من الدنيا و ما فيها. حقاً أتعجب من جسد أمي كيف له بأن احتمل مرضاً لازم جسدها سنوات، أنهكها جداً، أنهك روحها و أثقل فؤادها، أم كأمي ﻻ وجود لها في هذا العالم البائس، قوية هذه المرأة تحملت كل هذا و مع ذلك كانت خير أم تعطي ﻷبناءها الكم الهائل من الحب و الحنان، كثيراً ما كنت أستيقظ على صوتها عندما كان يشتد بها الألم في الليل، و أقول في نفسي ما هذا اﻷلم الذي يضرب في جسد إنسان لدرجة أن يحرمه نومه، على حين كثير من الأمهات غارقات في أحﻻمهن و نومهن، كم كنت وحدك يا أمي تكابدين و تصارعين هذا المرض اللعين، حينما كنت أسمع صوتها و هي تتألم كنت أدعو الله بأن ينزع ذلك الألم من جسدها المنهك، و أن يزرعه بجسدي ﻷتحمل عنها و لو القليل مما تحملته عنا، عظيمة كنتِ يا أمي. إن أكثر ما يحزنني أن أمي رحلت قبل تشاهد ابنها يكبر أمام أعينها و ينهي تعليمه في الثانوية و يحصل على درجة الامتياز كما كانت تتمنى أن تراني، بل و أنا أدخل الجامعة، كانت دائماً ما تقول لي أمي " أنت أملنا يما " كنت أضحك عندما أسمعها تقول ذلك و أقول لها " إن شاء الله يما ربنا كريم " لعل ما كان يجعلها تقول ذلك أني كنت المتفوق بين أخوتي، كنت أتمنى أن تكون أمي بجانبي أن توقظني من النوم و تقول لي قم " يما " لقد تأخرت عن جامعتك، و أن أحدثها عن الفتاة التي أحببتها كانت لتفرح بأن ولدها كبر و أصبح عاشق، ياااه يا أمي، أين أنتِ أحتاجك اليوم أكثر من ذي قبل، فهناك الكثير من الكﻻم لدي ﻷقصه عليك، الكثير الكثير يا أمي !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))